ما هو النجاح بالنسبة لك؟

ما إن نبدأ وعينا على الحياة حتى يبدأ الناس و الأنظمة المحيطة بنا في اقتراح سبل النجاح لنا حتى قبل أن نسمح لأنفسنا بالتعرف على اهدافنا الحقيقية، نسمع أصوات الجميع من حولنا لدرجة لا نعود فيها تمييز صوتنا الحقيقي و عندما نبدأ في البحث عن صوتنا قد نقوم باستعارة نظم النجاح الجاهزة حولنا ظنا منا أنها تناسبنا أو لأننا فشلنا في التعرف على أهدافنا الحقيقية و قد تكون الأهداف الغيرية لامعة و خادعة ننسى من خلالها صوتنا الحقيقي.

قد يزيد الضغط علينا في بداية كل عام عندما يبدأ الجميع في كتابة أهدافه أو عندما نبلغ المواعيد النهائية الزمنية التي حددها لنا المجتمع (بداية عقدك الثالث أو الرابع ، نهاية الربع الأول أو بداية النصف الثاني …….الخ)



ليس هذا فحسب، بل مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي قد نشعر أن الجميع في سباق و قد تكثر المقارنات بشكل لا واع و هذا من أكثر الأمور التي تحبط الإبداع و الأصالة. نحن نعتقد أن الأمر طبيعي حيث نتصفح هذه التطبيقات إلى المالانهاية و مع أنها تحمل الكثير من الفائدة إلا أن لها جانبها الآخر السلبي.



في وسائل التواصل الاجتماعي هناك تجمع خيالي لكل أصوات العالم و إذا لم تكن واعيا قد تنسى صوتك بسهولة و يضيع خلف هذا الضجيج. أنا من الجيل الذي تخرج من الجامعة ولم تكن وسائل التواصل الاجتماعي قد انتشرت بعد و أعرف ماذا يعني أن تعيش بدونها و أن تتذوق جمال التواصل النابع حقا من القلب، لا أحكم على تجارب الناس لأن لكل تجربته لكن هذا ما ألاحظه على نفسي و على البعض. نحن لم نخلق لنستهلك هذا الكم الهائل من المعلومات في الدقيقة الواحدة، و إذا أردنا أن نكون فعالين فعلينا اختيار توجهاتنا و أولوياتنا و تحديد الأوقات التي نريد قضائها في عالم التواصل الالكتروني.



هذا الأسبوع قم بمراقبة دخولك لوسائل التواصل ومراقبة الوقت الذي تقضيه و هدفك الحقيقي من وراءه، راقب أيضا شعورك أثناء ذلك و دونه الهدف من ذلك أن تبدأ في الرجوع تدريجيا إلى التواصل مع صوتك الداخلي و تحدد ما هو شكل النجاح بالنسبة لك بعيدا عن أصوات الجميع! و قد تتطلب هذه الرحلة بعض الوقت فكن صبورا مع نفسك.



و كما قلت من قبل أن هناك كورس للتعامل مع المشاعر بصفتها المؤثر الحقيقي للتجربة الانسانية و بإخلاء بعض المشاعر السلبية نستطيع استقبال الجديد، فليس بالضرورة يكون التخطيط للإنجاز هو كتابة الأهداف، نحن نفرغ مشاعرنا المكبوتة لنستقبل أهدافنا الحقيقية، أشارككم تفاصيل الكورس قريبا.



لكم مني كل الحب