لماذا أنوي و لا أرغب؟


ما الفرق بين النية و الرغبة؟



نحن نقوم بتأخير الحصول على ما نرغب لأننا نستمر في الرغبة، انو و لا ترغب فأنت عندما ترغب فأنت تسمح للشك أن يزورك من وقت لآخر، بينما النية الهادئة بامتلاك ما تفكر فيه سواء كان مادي أو معنوي و امتلاك رؤيتك ينقلك إلى خط الزمن حيث انضبطت في الطريق لتحقيق هذه النية ، لا شكوك و لا رغبة و لا تمني ، فقط نية هادئة بالامتلاك، نية لا يشوبها شك، يقين كامل وهو عمق الإيمان والتسليم لله.



عندما تنوي و تحافظ على إيمانك بإمكانية تحقيق ما تريد فأنت حينها تحافظ على وجودك في خط الزمن الذي اخترت فيه المستقبل المنشود، تخيل أنك واقف على نقطة الحاضر في خط زمني و أمامك نقطة الزمن في المستقبل الذي اخترته، أنت صحيح أنك في الحاضر قبل تجلي ما تريد لكنك أيضا متواجد على نفس الخط الزمني الذي سينقلك للمستقبل المنشود، كيف يتم ذلك؟ عن طريق أفكارك و مشاعرك و ذبذباتك المستمرة في إعادة توجيه الحاضر نحو ما تريد و استمرارك في الإيمان خصوصا عندما لا يحدث شيء و تبدو الأمور بطيئة حتى تكاد تعتقد أنه لا يوجد أمل، عندها فقط إذا استمريت في الإيمان و نبذت الشكوك، ستجد نفسك فجأة أمام الواقع الذي تريده و يعتقد الآخرون أنك حققت معجزة، بينما كل ما في الأمر هو أنك استمريت في إيمانك بينما يترك الكثيرون أحلامهم عند هذه النقطة.



أمر آخر في التجلي، و هو رؤيتك لنفسك مقابل الأشياء التي تتمناها، لكن ماذا يعني ذلك؟ عندما تعطي أهمية مبالغة لأي شيء فأنت حينها ترسل رسالة للكون بأن هذا الشيء أعلى قيمة منك و بالتالي هو ليس على ترددك ولا يمكنك الحصول عليه، تخفيض الأهمية هو المفتاح للكثير من مشاكلنا، لا تجعل ما تريد أكبر منك، نحن نكبر في الصلاة حتى نذكر أنفسنا أن لا شيء أكبر من الاتصال بالله، و بالتالي كل شيء يصغر أمامك و تستطيع النظر إليه كشيء مسخر لك، لأن هذه هي الحقيقة أن كل شيء مسخر لك، مسخر لك يعني أقل منك، هو لك، لكن ماذا نفعل نحن طوال الوقت؟ نشعر بالحرمان المستمر من تأخر ما نريد أو عدم حدوثه و بالتالي سيستمر في الاحتجاب عنا حتى نفهم الدرس وهو أنه لا شيء أكبر منك، كل شيء مسخر لك، مهمتك أن تخفض الأهمية و تتعرف على هدفك الروحي في الوقت والمكان المناسب عندها ستحقق ما يسميه الآخرون معجزة.

أريد أن أعطيك بعض الأمثلة عن إعلاء أهمية الأشياء و الأشخاص:



  • رؤية المال على أنه أمر صعب الحصول عليه و النظر للأغنياء أنهم أعلى منك كونهم حققوا الملايين
  • رؤية الأهداف مثل الزواج و الأعمال أنها ليست لك و هي لأشخاص معينين أعلى منك قدرا
  • عند الحصول على الهدف تتعلق به كثيرا وتخاف من فقدانه (مثل الخوف الشديد من فقدان المال)
  • وضع نفسك في مقارنات مع المشاهير أو مع أشخاص معينين و النظر لنفسك على أنك اقل منهم (أنت لست أقل و لا أعلى من أي أحد أنت فريد مثلك مثل كل شخص على هذا الكوكب)



الآن ما هي أهمياتك التي تمنع عنك الراحة و الطمأنينة؟



هذا الأسبوع أريد منك أن تحدد أهميتك و تتخلى عنها و تكبر الله في نفسك و تشعر بالتسخير حتى يتوسع استقبالك





لكم مني كل الحب