هل ما يشغل بالك مهم حقا؟

مرحبا أصدقائي،

كيف كان أسبوعكم؟

أتمنى تكونو قضيتوه باستمتاع و راحة بال، حيث أود اليوم الحديث عن راحة البال، و التي أعتبرها أعظم هدية تهديها لنفسك و أعظم نعمة يمكن أن ينعم بها الله علينا و أود الحديث أيضا عن مفهومها فهو ليس برأيي ما تعتقد أو ما يتم الإيحاء به عادة من أن الشخص المرتاح البال ليس لديه انجازات أو أهداف أو حتى تحديات و هموم و لكنه بالعمق مرتاح البال و استطاع التمييز بين ما هو تحت سيطرته و قدرته على التصرف و السعي و بين ما هو تحت إرادة الله و عنايته و لذلك سعى بما لديه و سلم ما بقى و ارتاح باله.

أريد أن أبدأ معكم الحديث عن التوتربصفته نقيض راحة البال، حيث أن تأثير التوتر يستهان به عادة من قبلنا و نضطر لمواجهته عندما يصل للذروة. تخيل أن كل فكرة مزعجة أهملتها ولدت شعور مزعج تجاهلته و رميته في خلفية تفكيرك ظنا منك أنك بذلك عالجته، الآن هذا الشعور المزعج لم يذهب هو موجود و قد أحدث تسريبا في طاقتك فهو يعمل على تهريب هذه الطاقة بصمت، تخيل كوب كرتون ممتلئ بالقهوة، و تخيل الشعور المزعج هو ثقب دبوس تم احداثه في كوب القهوة و في كل مرة تضيف شعور مزعج جديد يتم ثقب هذا الكوب إلى أن تتسرب كل طاقتك مثل ما يتم تسريب السائل من كوب القهوة و فجأة تجد نفسك تحت استجابة عنيفة لموضوع لا يستحق انفعالك و تستغرب من نفسك و كل ما كان عليك عمله هو أن تتعلم التعامل مع المشاعر المزعجة أولا بأول حتى لا تتراكم و تظهر أمامك في الوقت غير المناسب ، ليس هذا فحسب، هل تعلم أن كل حدث موتر يفرز هرمون الكورتزول الذي يحتاج 13 ساعة ليخرج من جسمك؟ فتخيل مجموعة من الضغوطات المختلفة التي أفرز فيها جسمك هرمون التوتر و تراكمت لشهور إلى أن أصبح التوتر مزمن لديك و نسيت كيف تشعر بشعور آمن في جسدك.

هل تعرف أيضا ضرر التوتر على تحقيق الأهداف وعلى إيماننا بأحلامنا؟ كلما زاد التوتر زاد تركيزنا على العالم المادي ثلاثي الأبعاد و قل إيماننا بالمجهول الذي يحمل معه جميع الاحتمالات و بدل أن نتواجد في اللحظة فإننا نفكر بالماضي أو المستقبل و نقوم بإعادة شريط الأفكار المزعجة بدون حل ظنا منا أن مرورنا عليه سيحله تلقائيا و هذا لن يحدث إلا إذا قمنا بتحويل صحيح لهذه الطاقة من المشاعر السلبية ، و كيف نقوم بذلك؟ كما ذكرت سابقا علينا أن نتعلم مهارات التعامل مع المشاعر السلبية و من أمثلتها، الكتابة التفريغية و آالية السماح بالرحيل وتقنية تحرير المشاعر أو ال EFT و ملاحظة الشعور المزعج فورا و تقليل أهميته قبل أن نهمله في خلفية تفكيرنا و استخدام التنفس القلبي و الذي سأتحدث عنه باستفاضة أكبر في المرات القادمة ان شاء الله.

هل لا زلت تريد التمسك بكل فكرة مزعجة؟ هل تستطيع السماح بالرحيل لهذه الأفكار؟ هل تستطيع التمييز بين ما هو لك و تحت سيطرتك و ما هو تحت إرادة الله؟ 

و أخيرا أضع هذا الاقتباس من كتاب السماح بالرحيل لديفد هاوكنز

اللهم امنحني السكينة كي اتقبّل الامور التي لا استطيع تغييرها .. والشجاعة لأغيّر الامور التي استطيع تغييرها .. والحكمة كي اميّز بينهما .

دمتم بحب أصدقائي

رانيا